سوق العقارات في نيويورك ينتعش.. لماذا تجذب أمريكا المستثمر الخليجي؟

ما سبب توجه الخليجيين للاستثمار في نيويورك؟

العوائد المرتفعة والاستقرار الاقتصادي النسبي.

ما هي الدول الخليجية التي تتصدر استثمار العقار في نيويورك؟

جهاز قطر للاستثمار والهيئة العامة للاستثمار بالكويت.

كم قيمة استحواذ رأس المال من الشرق الأوسط على عقارات نيويورك؟

بلغ أكثر من 23 مليار دولار منذ عام 2005.

تتوجه أنظار مستثمري العقارات في دول مجلس التعاون الخليجي إلى نيويورك مع عودة نشاط السوق العقاري في المدينة الأمريكية وانتهاء حالة الركود العالمي الذي سببته جائحة كورونا.

وفي تقرير جديد نشره موقع ناشيونال توقع الخبراء عودة سوق العقارات في نيويورك مرة أخرى الى الانتعاش، حيث يخطط مشترون من دول الخليج إلى عقد صفقات عقارية بملايين الدولارات في 2022.

كما يعتقد مطورو العقار أن يكون لترميم مشاريع عقارية في المدينة مثل “ون وول ستريت” و”والدورف إستوريا” أثر كبير في عودة المشترين العقاريين الى القطاع في العام القادم.

عقارات فاخرة

ويشير التقرير إلى أن العديد من مطوري العقارات الفاخرة في نيويورك يتنافسون فيما بينهم في أساليب عرض الشقق والديكورات والمميزات والخدمات للزبائن الخليجيين وغيرهم، ويحرص مطورو العقار في نيويورك على الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة والتكنولوجيا للشقق الفاخرة للتميز عن الشركات الأخرى.

وتأتي زيادة نشاط التداولات العقارية في نيويورك أيضاً إثر تجديد مبنى “وان وول ستريت”، الذي يقع في وسط مانهاتن عند تقاطع وول ستريت وبرودواي مقابل مبنى تاريخي عمره أكثر من ثلاثة قرون.

ولفتت “ناشيونال” إلى أن تحويل مبنى “وان وول ستريت” الأثري إلى مشروع سكني فاخر لم يكن مهمة سهلة، وهو أكبر تحويل من مبنى للمكاتب إلى مبنى للشقق الفاخرة، ويبدأ سعر الاستوديو فيه من 1.5 مليون دولار.

ويقول دان توب، كبير مديري المبيعات في “ذي تاورز والدورف أستوريا”: “إن سوق الشقق الفاخرة في مانهاتن حقق مبيعات بقيمة 11 مليار دولار في الربع الثالث من العام الحالي، ويتجاوز هذا المستوى ما تم تحقيقه كاملاً عام 2014”.

ويضيف: “احتفظ الناس بأموالهم لمدة طويلة واستغلوا الفرصة لاستثمارها في أصول مربحة، ومن الواضح أن العقارات الفاخرة شكلت أفضل وسيلة لهم للتحوط”.

أسباب الاستثمار الخليجي

ومن أبرز الأسباب التي تدفع المستثمر الخليجي إلى شراء العقارات في الولايات المتحدة هو مساحتها الشاسعة ومواردها الطبيعية بها وانتعاش مدنها المركزية بحركة اقتصادية رائجة تبث الحياة في السوق العقارية.

وهناك العديد من المدن الأمريكية التي تستقطب مستثمري العقار من منطقة الخليج العربي، خاصة نيويورك التي تعد من أعلى المدن عالمياً في استقطاب استثمارات العقار الأجنبية.

وهنا يتساءل كثيرون عن سر توجه المستثمرين الخليجيين بأموالهم إلى الأسواق العقارية الأمريكية، والإجابة عن ذلك تكمن في عاملين أساسين تتميز بهما سوق عقارات الولايات المتحدة، وهي العوامل الأساسية لنجاح أي استثمار، وهما العائد والاستقرار.

وتوفر السوق الأمريكية عوائد استثمارية وإيجارية مرتفعة، كما تتمتع الدولة باستقرار أمني وسياسي على أعلى مستوى، بالإضافة إلى استقرار اقتصادي نسبي أيضاً مقارنة بالعديد من الأسواق الأخرى حول العالم.

هناك العديد من العوامل الثانوية الأخرى مثل ارتفاع أعداد السياح العرب إلى بعض المدن الأمريكية، خصوصاً تلك التي تحظى بوجود كبير من الجاليات العربية مثل مدينة “ديترويت”.

ومن العوامل الأخرى التي تحفز وتشجع الاستثمار العقاري في أمريكا هو تواجد عدد كبير من الطلبة الخليجيين هناك، وهو ما يشجع المستثمرين إلى شراء وتأجير عقارات في مناطق تمركز الطلبة مما قد يوفر عائد سنوي يصل إلى 10%.

بالإضافة إلى انخفاض الأسعار بالمقارنة بالأسواق الأخرى، خصوصاً بعد الأزمة المالية العالمية التي أثرت كثيراً على السوق العقارية، خصوصاً في الولايات المتحدة. إلا أن السوق استعادت الكثير من نشاطها الآن، وهي ترتد حالياً إلى مستوياتها القديمة.

تصدر الكويت وقطر

وعلى صعيد متصل نشر موقع “menafn”، في أكتوبر 2020، تقريراً تحدث فيه عن تطور الاستثمارات الخليجية في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأعوام القليلة الماضية، كاشفاً أن جهاز قطر للاستثمار والهيئة العامة للاستثمار بالكويت يعدان من بين أكثر المهتمين الخليجيين بالدخول في صفقات شراكة أو استحواذ في العاصمة واشنطن بالإضافة إلى نيويورك وغيرها من المدن الأمريكية المتوفرة على العديد من الفرص الاستثمارية الواعدة.

ونقلت صحيفة “الشرق” القطرية عن الموقع قوله إن مجال العقارات الذي يعتبر من بين أكثر القطاعات استقطاباً للأموال القطرية، وذلك حسب ما بينته شركة إدارة العقارات والاستثمار التجاري “JLL”، التي قدرت معدل الاستثمار الخليجي في الولايات المتحدة الأمريكية ما بين عامي 2017 و 2019 بـ 2.2 مليار دولار أمريكي.

وأكد التقرير تعافي الاستثمارات الخليجية في الولايات المتحدة الأمريكية من الآثار السلبية التي خلفتها أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد في غالبية دول العالم، متوقعاً استقرارها في الفترة المقبلة مع احتمالية تسجيلها للمزيد من النمو والتوسعات، بالاستناد إلى الإحصائيات التي أكدت اهتمام المال الخليجي بكل ما له علاقة بقطاع العقارات في المرحلة الأخيرة، مشدداً على تسجيلها لمعدلات نمو واضحة منذ سنة 2010 وإلى غاية 2020، حيث كانت تقدر نسبة الاستحواذ الخليجية في صفقات العقار قبل 10 سنوات بـ5.6%، لتصل في المرحلة الممتدة ما بين عامي 2015 و 2019 إلى 6.4%.

وعن القيمة المالية للصفقات الخليجية في الفنادق داخل الولايات المتحدة الأمريكية أعلن التقرير ارتفاعها إلى متوسط يبلغ 80 مليون دولار أمريكي من إجمالي حجم الأصول الفردية، مقارنة بـ 49 مليون دولار أمريكي قيمة استثمار مختلف مصادر رأس المال الدولية الأخرى، ما يبرهن على الاهتمام القطري والكويتي الكبير بالعقارات في الولايات المتحدة الأمريكية، التي باتت تعد من خلال هذه الأرقام على رأس قائمة أكثر الدول استقطاباً للمشاريع الخليجية، وفي مقدمتها تلك القادمة من الدوحة على وجه الخصوص، سواء تعلقت بجهاز قطر للاستثمار أو غيره من رجال الأعمال.

وبحسب “JLL” فقد استحوذ رأس مال الشرق الأوسط ومعظمه من دول الخليج، على أكثر من 23 مليار دولار في سوق العقار بنيويورك، منذ عام 2005.

لماذا نيويورك؟

ويقول الخبير الاقتصادي عبد الرحيم الهور: إن “نيويورك هي الولاية الأكثر شعبية لقطاع المال والأعمال في الولايات المتحدة، فإنها ليست ولاية عائلية على الإطلاق، كما أنها تقع على الساحل الشرقي وتعتبر أحد أهم مراكز التجارة والمال في العالم”، مشيراً إلى أنها “تعد عاصمة اقتصادية للولايات المتحدة لكثرة الشركات والبنوك العالمية فيها”.

وأضاف، في حديثه مع “الخليج أونلاين”، أنه “في المدينة يوجد مقر الأمم المتحدة وسوق الأوراق المالية ومؤشر (الداو جونز) الصناعي، وتوصف نيويورك بأنها العاصمة الثقافية والاقتصادية للعالم”.

ويوضح الهور “أن نحو 8 ملايين شخص يعيشون في نيويورك، فيعطيها ميزة بأن تكون الكنز العقاري العالمي، فالاستثمار العقاري فيها يعتبر آمناً واستراتيجياً وذا عائد مرتفع، مقارنة بالمخاطر  المنخفضة على القطاع العقاري”.

أما أهم أسباب اضطراب الطلب العقاري فهي، وفق ما يرى الخبير الاقتصادي، “توفر ما يقارب من 7 ملايين وظيفة بين حكومية وشبه حكومية، وكل هذه الوظائف تحتاج إلى عقارات بين السكني والتجاري، ما يجعلها مدينة جاذبة للاستثمارات الأجنبية وعلى رأسها الخليجية، سواء من الأفراد الخليجيين على مستوى الاستثمار المباشر التجاري أو الادخاري أو من خلال الاستثمار المؤسسي سواء البنكي أو المحافظي أو السيادي من خلال صناديق الدول أو صناديق البنوك”.

ويلفت إلى أن “نيويورك تعتبر مدينة المتناقضات الأكبر عالمياً، حيث يوجد فيها أكثر من 450 بنكاً وحوالي ألف فرع شركة تأمين، وأكثر من 40 مليون زائر سنوياً، وكذلك أكثر من 4 ملايين مواطن يعيشون على الضمان الاجتماعي، ونصف مدمني المخدرات في أمريكا، وغيرها العديد العديد من المتناقضات التي تجعلها محط الفرص الاستثمارية الأضخم عالمياً”.

اترك رد