الثوريوم السبب.. الصين توفر طاقة لـ60 ألف عام للعالم

القاهرة (خاص عن مصر)- حددت مجموعة من الجيولوجيين الصينيين مصدر طاقة “غير محدود” في أعماق مجمع بايان أوبو للتعدين، سيجعل الصين توفر طاقة لـ60 ألف عام.

وفقا للتقارير الإخبارية، فإن هذا المستودع الضخم من الثوريوم، وهو عنصر مشع قليلاً، لديه القدرة على تلبية احتياجات الصين من الـ طاقة لـ60 ألف عام قادمة، مما قد يؤدي إلى ثورة في المشهد العالمي للطاقة.

تم الإبلاغ عن الاكتشاف من قبل صحيفة الديلي ميل، حيث سلط الخبيران ناتاشا أندرسون وويليام هانتر الضوء على آثار الاكتشاف. وفقًا للدراسة، يمكن استخدام الثوريوم في مفاعلات الملح المنصهر، وهو نوع من محطات الطاقة النووية التي تستغل طاقتها لإنتاج كميات كبيرة من الطاقة.

احتياطيات الثوريوم في هذه المنطقة ليست ضخمة فحسب، بل يمكن أن تكون أيضًا بمثابة حل طويل الأجل لتحديات الطاقة في العالم، بما في ذلك تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

الثوريوم: طاقة لـ60 ألف عام

الثوريوم هو عنصر مشع طبيعي يعتبر منذ فترة طويلة بديلاً محتملاً لليورانيوم في المفاعلات النووية. وعلى عكس اليورانيوم، لا ينشطر الثوريوم بشكل مباشر، مما يعني أنه لا يمكنه بدء تفاعل نووي متسلسل بمفرده، ومع ذلك، عند تعرضه للنيوترونات، يمكن تحويل الثوريوم إلى يورانيوم 233، وهو قادر على دعم التفاعل النووي.

يقترح الباحثون أن الثوريوم في مجمع بايان أوبو للتعدين يمكن استخدامه لتزويد مفاعلات الملح المنصهر بالوقود – مفاعلات نووية عالية الحرارة تستخدم الأملاح السائلة كمبرد وخليط وقود. تعتبر هذه المفاعلات بديلاً أكثر أمانًا وكفاءة لمحطات الطاقة النووية التقليدية.

في مثل هذا المفاعل، يتم خلط الثوريوم مع فلوريد الليثيوم وتسخينه إلى حوالي 1400 درجة مئوية، حيث يتعرض لقصف النيوترونات ويتحول تدريجيًا إلى يورانيوم 233، والذي يدعم التفاعل الانشطاري.

إن هذه العملية بالغة الأهمية لأنها تسمح للثوريوم باستبدال اليورانيوم بشكل فعال كوقود نووي. وتشير النتائج الجديدة إلى أن احتياطيات الثوريوم في الصين وفيرة بما يكفي لتلبية احتياجات البلاد من الطاقة لآلاف السنين، مما يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري وربما إعادة تشكيل مستقبل إنتاج الطاقة العالمي.

اقرأ أيضا.. طريق مسدود في المقترحات.. خطط لم تحسم مستقبل غزة

طموحات الصين النووية المتنامية

يأتي هذا الاكتشاف في وقت تستثمر فيه الصين، إلى جانب روسيا والولايات المتحدة، بكثافة في توسيع التقنيات النووية.

مع استمرار ارتفاع الطلب العالمي على الطاقة وتكثيف المخاوف بشأن تغير المناخ، برزت الطاقة النووية كلاعب رئيسي في السعي إلى حلول طاقة مستدامة ومنخفضة الكربون. ويشير التقرير إلى أن الصين بدأت بالفعل في بناء أول محطة للطاقة النووية تعمل بالثوريوم في العالم، باستخدام نظام مفاعل الملح المنصهر.

ويزعم الخبراء أن إمكانات الثوريوم كمصدر للطاقة أكثر أمانًا ووفرة يمكن أن تغير بشكل كبير ديناميكيات إنتاج الطاقة العالمية.

مع اكتشاف الثوريوم بكميات كبيرة في مختلف المناطق، قد تتمكن البلدان في جميع أنحاء العالم قريبًا من الوصول إلى إمدادات لا تنضب تقريبًا من الطاقة. ووفقًا لأحد الباحثين المقيمين في بكين، “تمتلك كل دولة الثوريوم”، مما يشير إلى أن هذا الاكتشاف قد يساعد في الحد من التوترات العالمية بشأن موارد الطاقة.

الوعد والتحديات التي يفرضها الثوريوم

يُشاد بالثوريوم باعتباره اختراقًا في مجال الطاقة النووية، حيث تشير الدراسات إلى أنه يمكن أن يولد ما يصل إلى 200 مرة من الطاقة أكثر من اليورانيوم. ومع ذلك، وعلى الرغم من وفرته وعائد الطاقة الأعلى، تشير الجمعية النووية العالمية (WNA) إلى أن استخراج الثوريوم بطريقة مجدية اقتصاديًا لا يزال يشكل تحديًا كبيرًا.

لا تزال التكنولوجيا اللازمة لتسخير الثوريوم بشكل فعال في المراحل الأولى من التطوير، وقد تكون تكلفة إنشاء مفاعلات تعتمد على الثوريوم مرتفعة.

ومع ذلك، لا يمكن تجاهل فوائد الثوريوم. إن الثوريوم أكثر وفرة في الطبيعة من اليورانيوم، كما أن نفاياته النووية أقل خطورة بكثير، حيث تتحلل إلى شكل مستقر بسرعة أكبر من المنتجات الثانوية طويلة العمر لليورانيوم. وهذا يجعل الثوريوم بديلاً أكثر نظافة وأمانًا من مصادر الوقود النووي التقليدية.

اكتشاف تحويلي له آثار عالمية

إن اكتشاف احتياطيات غنية بالثوريوم في منغوليا الداخلية يشكل خطوة كبيرة نحو تحقيق إمكانات الثوريوم كحجر أساس لأنظمة الطاقة المستقبلية.

إذا كانت احتياطيات الصين واسعة النطاق كما تشير الدراسة، فقد يكون لدى البلاد ما يكفي من الثوريوم لتلبية احتياجاتها من الطاقة لأكثر من 20 ألف عام، مما يقلل بشكل كبير من اعتمادها على الوقود الأحفوري. وقد يكون هذا بمثابة تغيير كبير ليس فقط بالنسبة للصين ولكن أيضًا لسوق الطاقة العالمية.

إن التحول إلى الطاقة التي تعمل بالثوريوم قد يكون المفتاح لتحقيق مستقبل طاقة عالمي أكثر استدامة وأمنًا، حيث يقدم بديلاً للصراعات الجيوسياسية المحيطة بالوقود الأحفوري.

مع تقدم الصين في مشاريعها النووية القائمة على الثوريوم، فمن المرجح أن تحذو بقية العالم حذوها، حيث يقدم وعد الثوريوم بالطاقة اللامحدودة تقريبًا الأمل في حل بعض التحديات الأكثر إلحاحًا في عصرنا.

نسخ الرابط
تم نسخ الرابط

اترك رد