تحطم مقاتلة J-15 تابعة للبحرية الصينية خلال تدريب في مقاطعة هاينان (فيديو)
موقع الدفاع العربي 15 مارس، 2025: تداولت منصات التواصل الاجتماعي، خاصة “إكس”، تقارير تفيد بأن مقاتلة من طراز J-15 تابعة للبحرية الصينية تحطمت خلال تدريب في حوالي الساعة 1:30 ظهرًا بالتوقيت المحلي في 15 مارس 2025.
ووفقًا لمنشورات على “إكس”، وقع الحادث في منطقة مفتوحة بالقرب من بلدة جيالاي، مقاطعة لينغاو، في مقاطعة هاينان الصينية. وأظهرت لقطات فيديو متداولة انفجارًا ضخمًا تلاه ظهور مظلة، مما يشير إلى أن الطيار نجح في القفز بالمظلة ونجا من الحادث.
حتى الساعة 1:50 بعد الظهر بتوقيت أوروبا الشرقية من نفس اليوم—وهو ما يعادل الصباح الباكر في الولايات المتحدة—لم تصدر قيادة المسرح الجنوبي للبحرية الصينية أو هيئة الأركان العامة لبحرية جيش التحرير الشعبي الصيني أي بيان رسمي لتأكيد أو نفي الحادث. ونتيجة لذلك، تبقى هذه التقارير غير مؤكدة وتعتمد فقط على مصادر غير رسمية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وصفت المنشورات على “إكس” المشهد بشكل حيّ. إذ كتب أحد المستخدمين باللغة الإنجليزية: “تحطمت مقاتلة صينية من طراز J-15 خلال حادث تدريب. الطيار قفز بنجاح”، مرفقًا بفيديو قصير. بينما نُشرت تدوينة أخرى باللغة الروسية تُرجم محتواها إلى: “تحطمت مقاتلة J-15 صينية، ونجح الطيار في القفز بالمظلة”.
3月15日13时30分许，南部战区海军1架歼-15战斗机在进行训练时失事，坠毁于海南省临高县加来镇附近空地，飞行员成功跳伞，未造成地面附带损伤。 pic.twitter.com/AB8koNTkcC
— DS北风（风哥） (@WenJian0922) March 15, 2025
وانتشرت أخبار الحادث بسرعة عبر لغات ومناطق جغرافية مختلفة، حيث ظهرت منشورات مماثلة باللغات التاميلية والأردية واليابانية. ورغم أن اللقطات المتداولة تُظهر انفجارًا قويًا ومظلة تهبط، إلا أن مدى صحتها وموقعها الدقيق يظلان غير مؤكدين في غياب تأكيد رسمي من السلطات الصينية أو وسائل الإعلام المستقلة.
تُعد مقاطعة هاينان، الواقعة في جنوب الصين، موطنًا لمنشآت عسكرية مهمة، بما في ذلك قاعدة لينغشوي الجوية، مما يجعلها موقعًا محتملًا لهذا النوع من الحوادث، نظرًا لدورها في تدريبات الطيران البحري. ومع ذلك، تبقى التفاصيل غير مؤكدة حتى تصدر مصادر رسمية توضيحًا.
وليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها الطائرات العسكرية الصينية لحوادث مشابهة. ففي مارس 2019، تحطمت مقاتلة تابعة للبحرية الصينية—لم تحدد وزارة الدفاع طرازها—خلال تدريب في مقاطعة هاينان، ما أسفر عن مقتل الطيارين الاثنين على متنها. وأكدت الوزارة حينها عدم وقوع خسائر على الأرض، وفتحت تحقيقًا في الحادث دون الكشف عن نوع الطائرة، رغم تكهنات بعض المحللين بأنها ربما كانت من طراز J-15، نظرًا لاستخدام هذا الطراز في العمليات البحرية انطلاقًا من هاينان.
وفي أبريل 2018، أفادت وسائل الإعلام الصينية الرسمية عن حادث تحطم لطائرة J-15 خلال تدريب، مما أدى إلى مقتل الطيار. وسلط ذلك الحادث الضوء على المخاوف المتعلقة بموثوقية هذه الطائرة، إذ ظهرت لاحقًا تقارير عن “أعطال ميكانيكية لا تُغتفر”، ما دفع إلى مناقشات حول استبدالها بحلول عام 2018، وفقًا لما نقله الفريق الأول في سلاح الجو الصيني، تشانغ هونغه، عبر وسائل الإعلام الصينية.
J-15D
واجهت مقاتلات صينية أخرى مصيرًا مشابهًا. ففي يناير 2018، تحطمت طائرة تابعة لسلاح الجو—يُعتقد أنها من طراز J-10—في مقاطعة قويتشو خلال تدريب، ما أسفر عن مقتل طاقمها، رغم أن سلاح الجو الصيني لم يحدد العدد الدقيق للضحايا.
تُعد J-10، وهي مقاتلة متعددة المهام بمحرك واحد، من الركائز الأساسية لسلاح الجو الصيني منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لكن سجل حوادثها يعكس التحديات المرتبطة بصيانة أسطول حديث. وبالمثل، عانت مقاتلة J-11، ذات المحركين والمشتقة من الطائرة السوفيتية Su-27، من عدة حوادث. ففي عام 2015، أفادت وسائل الإعلام الرسمية أن طيارين لقيا مصرعهما عندما اشتعلت النيران في طائرتهما—التي يُعتقد أنها J-11—بعد وقت قصير من الإقلاع خلال مهمة تدريبية.
تسلط هذه الحوادث الضوء على نمط من الحوادث التدريبية المتكررة، مع تسارع وتيرة تطوير الصين لقدراتها في الطيران العسكري، رغم ندرة التفاصيل الرسمية بسبب تردد جيش التحرير الشعبي في الكشف عن إخفاقاته التشغيلية.
تُعرف مقاتلة J-15، التي تُلقب بـ”القرش الطائر”، بأنها حجر الأساس في برنامج الطيران البحري الصيني. وقد طورتها شركة “شنيانغ لصناعة الطائرات” (SAC) ومعهد 601، وهي مقاتلة متعددة المهام، ذات محركين، مخصصة للعمل على حاملات الطائرات، ومصنفة ضمن الجيل 4.5 من الطائرات القتالية.
تعود أصول J-15 إلى النموذج الأولي السوفيتي Su-33، المعروف باسم T-10K-3، والذي حصلت عليه الصين من أوكرانيا عام 2001. وقد درس المهندسون الصينيون هيكل الطائرة وعكسوا هندستها، مع دمج تقنيات محلية وإلكترونيات طيران مستمدة من برنامج J-11B.
أجرت J-15 أول رحلة لها في أغسطس 2009، حيث يُعتقد أن محركاتها آنذاك كانت من طراز Saturn AL-31 التوربينية والموردة من روسيا. وبحلول عام 2012، نفذت أول إقلاع وهبوط على متن حاملة الطائرات “لياونينغ“، أول حاملة طائرات عاملة في الصين، وهو إنجاز اعتبرته وسائل الإعلام الرسمية خطوة كبيرة نحو تعزيز القدرات البحرية للبلاد.
