
“صورة مشوهة من الواقع”
يوضح الناقد الفني مصطفى حمدي، أن هناك معضلة في تعامل بعض المخرجين مع فكرة المسلسل الشعبي، حيث يفترض بالنسبة لهم أن يحتوي على شخصيات تتسم بالبلطجة و”الزعيق” و”الخناقات”، وألفاظ تحتوي على قافية وحكم.
ويضيف لـ”سكاي نيوز عربية” أنها “ليست صناعة دراما شعبية حقيقية، بل الفكرة الأساسية هي أن تكون لديك حدوتة أو “تيمة” تتمحور حول البحث عن مفقود، سواء كان ابنًا أو أبًا أو أمًا أو أخًا”.
ويتابع: “أما عن مسلسل مثل “سيد الناس” كحالة درامية، فهو متأثر بمسلسل “جعفر العمدة” ويعتبر نسخة جديدة منه بشكل مختلف، ويحتوي على نفس “التيمة”، خاصة فيما يتعلق بجرعة البلطجة وتصوير الحي الشعبي على أنه مليء بتجار المخدرات أو الأشخاص الذين يمتهنون أعمالا منافية للقانون، فإن هذه صورة مشوهة يتم تقديمها في المسلسل الشعبي بهدف خلق حالة من الإثارة والتشويق”.
ويرى حمدي أن سبب انتشار هذه النوعية من المسلسلات يعود إلى تأثرها بأعمال انتشرت بكثرة بعد عام 2011، حيث كانت تصور البطل الشعبي باعتباره “البطل العشوائي” الذي يفعل أي شيء من أجل كسب المال، حتى لو كان مخالفا للقانون.
ويشير إلى أنه “في النهاية، يجب أن يتعاطف معه الجمهور لأنه يحتوي على جانب جيد في شخصيته، وأن الظروف الاجتماعية هي ما دفعته إلى سلك هذا الطريق، مثل مسلسل أحمد العوضي الذي يقدم شخصية المنتقم الباحث عن حقه. وهذه “التيمات” أصبحت مستهلكة وتقدم بشكل مبتذل واستسهالي وعشوائي في البناء الدرامي”.
ويرى أن هذه النوعية “تؤثر بالطبع على المجتمع، إذ إن جزءا منها مأخوذ من الواقع الاجتماعي، والجمهور المتابع لها يتأثر بها. وللأسف، نظرا لنجاح هذه النوعية، يتم تكرارها بشكل مستمر”.
“لا تأثير على المجتمع”
من جهته، يرى الناقد الفني طارق الشناوي أن “فكرة التأثير السلبي للعمل الفني على المجتمع أمر مبالغ فيه جدا، لأن الجرائم كانت موجودة قبل وجود السينما والتلفزيون وبعدهما. على سبيل المثال، عندما تم عرض “ريا وسكينة”، هل كانت جرائمهما ناتجة عن مشاهدتهما للأفلام؟ بالطبع لا، فهما كانتا قاتلتين، وليس من الصحيح أن نحمل الدراما أكثر مما تحتمل”.
وفي حديثه لـ”سكاي نيوز عربية”، أوضح الشناوي أن “هناك العديد من الأعمال الدرامية الشعبية المعروضة حاليا، مثل مسلسلات “ولاد الشمس”، و”80 باكو”، و”إخواتي”، التي تدور في بيئة شعبية ولا تحتوي على أي مشاكل أو إسفاف. ولكن في الوقت ذاته، هناك مسلسلات مثل “العتاولة” التي تحتوي على بعض المبالغات، مثل كثرة “الخناقات”، والجمهور يتابعها باعتبارها أعمالا تجارية”.
ويتابع: “أما بالنسبة للأفلام التجارية، فهي موجودة ليست فقط في فترة الثمانينات، بل إن السينما والدراما في العالم كله تحتوي على القسم الأكبر من الأعمال التجارية، حيث يشكل النوع التجاري الغالبية العظمى وليس الندرة أو الأقلية”.