واقعة الكلب الهاسكي: بين الغضب الشعبي والتحقيقات القانونية

The Husky Incident

واقعة الكلب الهاسكي في طنطا تشعل مواقع التواصل بين اتهامات للطبيب البيطري الدكتور حمدي حجاج ومطالبات بالمحاسبة وسط تضارب الروايات والتحقيقات الرسمية المستمرة

أشعلت واقعة الكلب الهاسكي التي شهدتها قرية محلة مرحوم بمركز طنطا في محافظة الغربية جدلاً واسعًا في مصر، بعد تداول مقطع فيديو مؤلم لكلب مكبل في حالة احتضار، قيل إنه تُوفي نتيجة إعطائه حقنة قاتلة على يد طبيب بيطري يدعى الدكتور حمدي حجاج.

الفيديو الذي التقط لحظة وفاة الكلب أثار ردود فعل غاضبة، وانقسامًا في الرأي العام بين من يرى أن الطبيب ارتكب جريمة، ومن يعتبره كبش فداء في قضية شائكة، وسط تساؤلات حول المسؤولية الأخلاقية والقانونية في التعامل مع الحيوانات الضالة.


بداية القصة: هجوم الكلب على أطفال

بدأت الواقعة حين تعرض ثلاثة أطفال للعقر من كلب ضال من نوع “هاسكي” كان يتجول بحرية في شوارع القرية. الإصابات شملت مناطق حساسة من الجسم كالبطن والذراعين، وتم نقل المصابين إلى المستشفى للعلاج. لاحقًا، أكد الأهالي أن الكلب ذاته تسبب في إصابة أربعة أشخاص آخرين، ليرتفع عدد المصابين إلى سبعة، وهو ما أدى إلى حالة من الذعر العام، وتوجيه نداءات استغاثة للجهات المختصة.


الكلب مكبل والفيديو ينتشر كالنار

مع تصاعد التوتر، تداول رواد مواقع التواصل فيديو صادم يظهر الكلب مكبلًا بالحبال في أحد أعمدة الإنارة، وهو يعاني من إعياء شديد ويرتجف من الألم، وسط بكاء الحضور ومحاولاتهم توثيق المشهد. وأفادت اتهامات متداولة أن الطبيب البيطري حمدي حجاج تدخل في المشهد وأعطى الكلب حقنة قيل إنها “حقنة هواء”، تسببت مباشرة في وفاته، ما اعتبره نشطاء ومتابعون تصرفًا وحشيًا يتنافى مع قواعد الرحمة والطب البيطري.

“قد يهمك: جريمة الممثلة التركية سيفيل أكداغ في تركيا”


الدكتور حمدي حجاج يرد: “الكلب كان يحتضر”

صورة تعبر عن واقعة الكلب الهاسكي مع الدكتور حمدي حجاج التي أحدثت جدل كبير في مصر

في أول تعليق رسمي، نفى الدكتور حمدي حجاج أن يكون قد ارتكب جريمة، مؤكدًا أن فريق الطب البيطري توجه فور تلقي بلاغ عن إصابات الأطفال، وأنه وجد الكلب في حالة يرثى لها نتيجة ضربه من قبل الأهالي الذين ربطوه بالحبال.

وقال حجاج في تصريحات صحفية: “الناس ربطوا الكلب وضربوه.. لقيناه على وشك الموت، وطلبوا نديه حقنة مسكنة.. واللي حصل مالوش علاقة بالقتل ولا الطب البيطري.” كما نفى بشكل قاطع أن تكون الحقنة سببت الوفاة، معتبرًا أن الكلب توفي بسبب الضرب والتقييد، وليس نتيجة أي تدخل طبي مباشر.

“قد يهمك: القبض على المنتجة سارة خليفة: تفاصيل القضية المثيرة والصادمة”


هجوم واسع على الدكتور حمدي حجاج والفنانة أسماء جلال تتدخل

الحادثة لم تمر مرور الكرام، حيث شن عدد من نشطاء الرفق بالحيوان والمشاهير حملة ضد الطبيب، كان أبرزهم الفنانة الشابة أسماء جلال التي عبّرت عن استيائها الشديد من الحادثة، مطالبة عبر حسابها على إنستغرام بـ “محاسبة الطبيب”، ووصفت ما جرى بأنه “عذاب لروح بريئة”. نشرت أسماء صورة الكلب قبل وفاته، وكتبت: “قتلوني ظلم، ربنا يردهالك في أعز حاجة في حياتك.. وينتقم منك.” كما أطلقت هاشتاغ #إقالة_الدكتور_حمدي_حجاج الذي لاقى تفاعلاً كبيرًا بين مؤيد ومعارض.


موقف الطب البيطري والسلطات

رغم الشائعات التي انتشرت حول القبض على الطبيب البيطري، أكدت مصادر رسمية من مديرية الطب البيطري بالغربية أن الأمر لا يزال قيد التحقيق، وأن الطبيب لم يتم القبض عليه حتى اللحظة. كما أوضحت أن الحادثة خضعت لفحص أولي، وشددت على ضرورة عدم التسرع في إصدار الأحكام، مطالبة وسائل الإعلام ومواقع التواصل (Social media) بتحري الدقة وتجنّب الإثارة غير المبررة.


المجتمع منقسم حول واقعة الكلب الهاسكي والجدل مستمر

صورة تعبر عن واقعة الكلب الهاسكي مع الدكتور حمدي حجاج التي أحدثت جدل كبير في مصر

الشارع المصري انقسم بوضوح بين فئتين؛ الأولى ترفض ما حدث للكلب بشدة، وتصفه بـ العمل اللاإنساني، مطالبة بمحاسبة كل من ساهم في تعذيب الحيوان. والثانية ترى أن الطبيب تصرف بضغط من الذعر المجتمعي، ولا يمكن تحميله المسؤولية كاملة.

بعض أبرز التعليقات المتداولة:

  • “ده مش طب بيطري، ده تعذيب على الهواء!”
  • “الكلب كان خطر على الأطفال.. الحل ماكنش بالقتل.”
  • “فين الرحمة؟ حتى الحيوانات الضالة لها حق في الحياة.”
  • “لو الطبيب خفف ألمه، ده مش جريمة.”
“قد يهمك: أفضل هاتف اقتصادي في“

البُعد القانوني: هل يُحاسب الدكتور حمدي حجاج؟

من الناحية القانونية، تستند القضية إلى قانون حماية الحيوان المصري رقم 53 لسنة 1966، والذي يجرّم تعذيب الحيوانات علنًا أو إيذاءها عمدًا. لكن القانون نفسه يجيز التصرف في الحالات التي تهدد السلامة العامة أو تنقل أمراضًا. وهنا يبرز السؤال الأهم: هل كان تدخل الطبيب إجراءً طبيًا لتخفيف ألم الحيوان؟ أم أنه خرق واضح للقانون وأخلاقيات المهنة؟ التحقيقات الجارية هي ما ستفصل في الإجابة القانونية.


خلاصة: واقعة الكلب الهاسكي.. قضية ضمير

لا تزال واقعة الكلب الهاسكي تثير الجدل في مصر، ليس فقط من زاوية إنسانية، بل قانونية ومجتمعية أيضًا، حيث تُلقي بظلالها على ملف متجدد وهو التعامل مع الحيوانات الضالة، وضرورة وضع حلول عادلة تحفظ الأمن دون المساس بالرحمة. وبين تضارب الروايات، وتصاعد الضغط الشعبي، يظل مصير الطبيب معلقًا بيد التحقيقات، فيما تبقى صورة الكلب المكبل، بعينيه المرتجفتين، راسخة في ذاكرة من تابعوا القصة من بدايتها.

اترك رد