
محتوى المقال
متداولون في بورصة نيويورك، 28 مارس 2025 (سبنسر بلات/Getty)
في وقت يحصّن الذهب موقعه فوق 3100 دولار الأونصة، ضغطت الرسوم الجمركية الأميركية المزمع دخولها حيز التنفيذ اعتباراً من الأربعاء المقبل، ضغطاً شديداً على الأسهم في أوروبا والولايات المتحدة اليوم الاثنين. فقد تراجعت الأسهم الأوروبية إلى أدنى مستوى إغلاق في شهرين، مع تخلي المستثمرين الحذرين عن الرهانات المحفوفة بالمخاطر بعد أن قال الرئيس دونالد ترامب إن الرسوم الجمركية ستطاول جميع الدول، مما أذكى مخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي. وأغلق المؤشر ستوكس 600 الأوروبي متراجعاً 1.5% ليواصل خسائره للجلسة الرابعة على التوالي ليتكبد أكبر انخفاض يومي منذ نحو ثلاثة أسابيع، وفقاً لبيانات رويترز.
وانخفضت معظم البورصات الرئيسية في المنطقة بأكثر من 1% لكل منها إذ سارع المستثمرون إلى أصول الملاذ الآمن مثل الذهب والين الياباني، فيما يحبس المستثمرون أنفاسهم قبل فرض رسوم جمركية مضادة على شركاء الولايات المتحدة التجاريين في الثاني من إبريل/نيسان. ونقلت رويترز عن جيسون دراهو من يو بي إس غلوبال لإدارة الثروات “رغم الأمل الذي يراود المستثمرين، فمن غير المرجح أن يضع هذا حداً لحالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية”.
وأضاف أن “من المرجح أن تظل حالة عدم اليقين وتقلبات السوق مرتفعة في الأمد القريب، إذ يعيد المستثمرون تقييم توقعاتهم بعد هذه التطورات”، في إشارة إلى يوم الثاني من إبريل وبيانات الوظائف الأميركية التي تصدر في وقت لاحق من الأسبوع. ودفع احتمال فرض رسوم جمركية مضادة بنك غولدمان ساكس إلى خفض توقعاته للناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة ومنطقة اليورو، وتوقع أيضاً خفضاً آخر لأسعار الفائدة بواقع ربع نقطة مئوية من جانب مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) والبنك المركزي الأوروبي.
وأظهرت بيانات أولية تراجع تضخم أسعار المستهلكين في ألمانيا إلى 2.3% في مارس/آذار، مقابل توقعات بلغت 2.4% لاقتصاديين استطلعت رويترز آراءهم. ومن المقرر صدور بيانات التضخم في منطقة اليورو غداً الثلاثاء. وأثرت التقلبات المتزايدة الناجمة عن الرسوم الجمركية على أسهم الاتحاد الأوروبي في مارس/آذار.
وتراجع المؤشر ستوكس 600 بنسبة 2.7% هذا الشهر، في أكبر انخفاض شهري منذ أكتوبر/تشرين الأول المنصرم. لكن المؤشر ينهي الربع الأول من العام مرتفعاً 5.2%، في أفضل أداء فصلي في عام متفوقاً بفارق كبير على نظيره الأميركي نتيجة الدعم المالي الألماني واحتمالات تباطؤ النمو الأميركي بسبب تأثير الرسوم الجمركية.
وفي نيويورك، فتحت مؤشرات الأسهم الرئيسية في وول ستريت على انخفاض حاد اليوم الاثنين، مع ابتعاد المستثمرين عن الأصول التي تنطوي على مخاطرة وسط مخاوف متزايدة من أن يتضرر الاقتصاد العالمي من الرسوم الجمركية الأميركية. وفي التفاصيل، انخفض المؤشر داو جونز الصناعي 290.65 نقطة أو 0.68% إلى 41293.25 نقطة، والمؤشر ستاندرد أند بورز 500 بواقع 56.93 نقطة أو 1.01% إلى 5524.77. كما خسر المؤشر ناسداك المجمع 277.34 نقطة أو 1.58% إلى 17039.68 نقطة.
الذهب يواصل صعوده متحصّناً فوق 3100 دولار
هذا وواصل سعر أونصة الذهب ارتفاعه اليوم الاثنين، متجاوزة 3100 دولار لتسجل مستوى قياسياً جديداً، إذ أدى الغموض بشأن الرسوم الجمركية التي من شأنها أن تغذي التضخم وتعيق النمو الاقتصادي إلى زيادة الطلب على المعدن الأصفر ملاذاً آمناً وأبقت الذهب على مساره نحو تسجيل أفضل أداء فصلي منذ عام 1986. وقفز الذهب في المعاملات الفورية 0.7% إلى 3103.99 دولارات بحلول الساعة 13:47 بتوقيت غرينتش، بعدما سجل مستوى قياسياً عند 3128.06 دولاراً في وقت سابق اليوم. وارتفعت العقود الأميركية الآجلة كذلك 0.7% إلى 3136.1 دولاراً.
ونقلت رويترز عن ديفيد ميجر، مدير تداول المعادن في هاي ريدج فيوتشرز، قوله إن “استمرار الغموض بشأن الرسوم الجمركية أثر على أسواق الأسهم، وأدى إلى موجة جديدة من شراء الذهب بصفته ملاذاً آمناً”. وأضاف “تنتظرنا بعض نقاط المقاومة الفنية، والتي قد تؤدي إلى جني أرباح أو تراجع طفيف. لكن الاتجاه الصعودي لا يزال قائماً”.
وبعدما قال ترامب أمس الأحد، إنه سيفرض رسوماً جمركية ثانوية تتراوح بين 25% و50% على مشتري النفط الروسي إذا شعر أن موسكو تعرقل جهوده لإنهاء الحرب في أوكرانيا، واصل الذهب سلسلة من الزيادات القياسية ليرتفع 18% منذ بداية العام، وذلك بعد أن قفز الذهب بأكثر من 27% العام الماضي، مدعوماً بعوامل عدة منها السياسة النقدية والإقبال القوي من جانب البنوك المركزية على الشراء، والطلب على صناديق الاستثمار المتداولة، من بين عوامل أخرى.
وارتفع مؤشر القوة النسبية للذهب فوق مستوى 77، مما يشير إلى أن السوق في حالة تشبع شراء، لكن المحللين قالوا إن القوة الدافعة خالفت أي منطق معياري لتحديد مستويات الأسعار. ورفعت البنوك الكبرى في وول ستريت توقعاتها بشأن أسعار الذهب عازية ذلك إلى التوترات الناجمة عن الحرب التجارية والطلب القوي من البنوك المركزية، إذ يتوقع بنك غولدمان ساكس أن يتجاوز الذهب 4500 دولار خلال الأشهر الـ12 المقبلة في ظل أقسى الظروف.