محتوى المقال
كيفية صناعة ورق البردي (How to make papyrus)؛ تعد صناعة ورق البردي من أقدم الصناعات التي توصل إليها القدماء المصريين في العصور القديمة، وقد اعتمدوا في صناعته على نبات قصب البردي، وقاموا باستخدامه في الكتابة وتسجيل حضارتهم الفرعونية، كما انتشر استخدامه في سوريا واليونان في العصور الوسطى، وسنقدم لكم كافة المعلومات لفهم طريقة تصنيعه واستخداماته وأنواعه من خلال مقالنا اليوم الذي يتحدث عن كيفية صناعة ورق البردي.
تاريخ ورق البردي
قبل التعرف على كيفية صناعة ورق البردي لابد أن نعرف أن أول من صنع ورق البردي هم القدماء المصريين، وكان ذلك بهدف تسجيل حضارتهم العريقة، وبالفعل ساعدتنا البرديات على معرفة أن المصريين هم أول من كتبوا برديات عن الطب والجراحة وعلوم الرياضيات، وهم أول من وضعوا التقويم الشمسي، وهم أول من اكتشفوا القلم والحبر والورق.
ظل ورق البردي محتفظًا بالمكانة التي توصل إليها حتى القرن الثامن ميلاديًا، وبعدها بدأت صناعة ورق البردي في التدهور بعد التوصل إلى أساليب أحدث في صناعة الورق من نسيج القطن والحرق ولب الأخشاب، ولكن بالرغم من ذلك استطاع ورق البردي الصمود أمام هذه التحديات حتى القرن الثاني عشر ميلاديًا، حتى بدأ في التدهور والانقراض مع بداية استصلاح الأراضي على ضفاف نهر النيل.
صناعة ورق البردي في مصر القديمة
كيفية صناعة ورق البردي في مصر القديمة هي من التساؤلات التي يبحث عن إجابتها الكثير من الأشخاص المهتمين بالتاريخ والحضارة المصرية، أو الراغبين في تنفيذ مشروع صناعة الورق، وإجابة هذا السؤال هو أن المصريين القدماء كانوا قديمًا يجمعون قصب البردي ويأخذوا سيقانه، ويقومون بكشط الطبقة الخارجية له لاستخدامها في صناعة المراكب وأشرعتها.
أما عن كيفية صناعة ورق البردي فقد كان يصنع من اللب الذي يتم استخراجه من ساق القصب، ثم يبلل ويتم رصه في شكل عامودين على شكل طبقات، وعدد هذه الطبقات هي التي تحدد سمك الورقة، وكلما زاد سمك الورقة زادت قيمتها وسعرها، وكان يطلق على الورقة التي يبلغ طولها 30 سم، وعرضها 25 سم إسم “الصحيفة”، أما الورقة التي يتم لصقها مع أوراق أخرى لتكون أكبر فكان يطلق عليها إسم اللفافة أو القرطاس أو الطومار، وكان يتراوح طولها ما بين 6 إلى 10 متر وقد يزيد عن ذلك.
مكونات وأجزاء نبات البردي
ونحن بصدد الحديث عن كيفية صناعة ورق البردي يجب أن نعرف أن نبات البردي (بالإنجليزية: Mulberry) هو نبات شجري ينتمي إلى فصيلة التوتية (Moraceae)، وهو شائع في بعض مناطق آسيا وأفريقيا وأوروبا. وتتكون أجزاء نبات البردي من:
- الجذور: تشكل الجذور جزءاً مهماً من النبات وتوفر العناصر الغذائية والماء للنبات.
- السيقان: تتفرع السيقان من الجذور وتنمو بشكل عمودي لتصل إلى الأعلى وتحمل الأوراق والثمار.
- الأوراق: تتراوح أوراق البردي في الحجم والشكل واللون حسب نوع النبات والمنطقة التي ينمو فيها.
- الزهور: تتكون الزهور من أجزاء متعددة مثل الغلاف الزهري والتاج الزهري والأنثى والذكر.
- الثمار: تتكون الثمار عادةً من عدة حبات صغيرة مجموعة معاً داخل ثمرة واحدة، ويمكن أن تكون الثمار مستديرة أو بيضوية الشكل ولها لون أحمر أو أسود.
- الألياف: تعتبر الألياف المستخدمة في صنع ورق البردي جزءاً مهماً من النبات، حيث تأتي من الجذور والسيقان والأوراق وتستخدم في صناعة الورق والأقمشة والحبال وغيرها من المنتجات.
- اللب: يوجد داخل السيقان لب يمكن استخدامه في الأغراض الغذائية، حيث يمكن استخدامه في صنع مربى البردي أو في الخبز.
“اقرأ أيضًا: معلومات عن استراتيجيات التسويق“
أنواع ورق البردي
بعد أن تعرفنا على كيفية صناعة ورق البردي، سنستعرض فيما يلي أبرز أنواع ورق البردي المعروفة:
برديات أبو صير
تم اكتشاف هذا النوع من البرديات في معبد أبو غراب عام 1893 الذي يقع على مقربة من قرية أبو صير الموجودة في شمال مصر، وترجع أصولها إلى عصر الأسرة الخامسة في القرن 24 ق.م، وبذلك فهي تكون من أقدم البرديات التي مازالت موجودة، وقد تم العثور على أجزاء أخرى من هذه البرديات في المنطقة بعد ذلك.
برديات بروغش
هي من أوراق البردي الطبية، وتسمى بإسم آخر وهو “برديات برلين العظمى”، وقام باكتشافها العالم “جوزيبي باسلاكوا” في منطقة سقارة بجمهورية مصر العربية، ثم تم العثور عليها مرة أخرى عام 1827 في سوريا على يد الملك “فريدرش فيلهلم الرابع”، وقام بإيداعها في متحف برلين، ومازالت موجودة به حتى الآن.
برديات بروكلين
هي من البرديات الطبية التي يرجع أصولها إلى عصور مصر القديمة عام 450 ق.م، وسجل عليها معلومات عن علم الأفاعي ومعلومات طبية، وهي موجودة الآن في متحف بروكلين بمدينة نيويورك.
برديات الكاهون
هي بردياتت يرجع تاريخها إلى العصور المصرية القديمة، واكتشفها السير ويليام ماثيو فليندرز بتري عام 1889، وتم وضعها بكلية لندن الجامعية، ووجد عليها كتابات رياضية وطبية وإدارية.
برديات كارلسبرغ
هي برديات تعود أصولها للعصور المصرية القديمة، وهي برديات تحتوي على معلومات طبية عن الحمل وعلاج أمراض العيون، وتبين أنها مكتوبة بلغات مختلفة مثل اللغة الديموطيقية والهيراطيقية والهيروغليفية والإغريقية، وتم حفظ هذه البرديات بمعهد البصريات في جامعة كوبنهاجن.
“اقرأ أيضًا: كيفية الاستثمار في العملات الرقمية“
خطوات صناعة ورق البردي
ورق البردي هو نوع من انواع الحرف اليدوية المصنوع من الألياف النباتية وهو عموماً يستخدم في صنع الفنون والحرف اليدوية. وفيما يلي نقدم لكم كيفية صناعة ورق البردي بالخطوات:
- جمع الألياف النباتية: يتم جمع الألياف من النباتات المختلفة مثل نبات البردي، والموز، والبامبو وغيرها.
- تنظيف الألياف: يتم إزالة الأوساخ والشوائب من الألياف باستخدام ماء نظيف وصابون خفيف.
- نقع الألياف: تُنقع الألياف في ماء دافئ لعدة ساعات حتى تصبح طرية وسهلة التفتت.
- خلط الألياف: تُخلط الألياف بعد نقعها معاً لتشكل عجينة.
- تصفية العجينة: تُصفى العجينة المخلوطة باستخدام شاشة خاصة لإزالة الألياف الزائدة والشوائب.
- صنع الورق: تُفرغ العجينة المصفاة على سطح مستوٍ ونظيف ويتم تجفيفها بالهواء حتى تصبح ورقة جافة.
- تلميع الورق: تُلمع ورقة البردي المصنوعة يدوياً باستخدام أدوات خاصة لتحسين مظهرها النهائي.
- التلوين (إن لزم الأمر): إذا كانت الورقة تحتاج إلى تلوين، يمكن تحضير حل مائي من الأصباغ الطبيعية لتلوين الورقة.
أسماء ورق البردي عبر العصور
بعد التعرف على كيفية صناعة ورق البردي، نسلط الضوء على أسماء ورق البردي عبر العصور التي اختلفت تبعًا لثقافات الشعوب المختلفة، وسنتعرف فيما يلي على أبرز الأسماء التي عرف بها ورق البردي لدى الشعوب المختلفة:
القدماء المصريين
كان القدماء المصريين يطلقون على البردي أسماء عديدة تبعًا لمراحل نموه أو حالته، على النحو التالي:
- إسم “محيت”، ومعناه الخطية.
- إسم “حا”، ويقصد به نبات البردي.
- إسم “أخ وأج”، ويقصد به الخضرة والنضارة.
- إسم “شو وجماع”، يقصد به أنه جاهز للاستخدام.
- إسم “شفدو”، يطلق على أوراق البردي الخاصة بالكتابة.
اليونانيين
أطلق اليونايين إسم “بيلبوس” على أورق البردي نسبةً إلى إسم ميناء بها كان يتواجد به ورق البردي بعد صنعه، كما أطلقوا عليه أيضًا إسم “بابيروس”.
العرب
أطلق العرب العديد من الأسماء المختلفة على ورق البردي تبعًا لمرحلة نموه، ومن هذه الأسماء:
- إسم “القنفجر”، يقصد به مصدر النبات.
- إسم “السرير”، يقصد به أسفل الساق.
- إسم “الرايزوم”، معناه الجزء المنتفخ عند نضج النبات.
- إسم “قرطاس”، وهو إسم مأخوذ من كلمة كارتا اليونانية.
مميزات أوراق البردي
ورق البردي هو نوع من الأوراق القديمة التي استخدمها المصريون القدماء للكتابة والتوثيق. وتعدّ هذه الأوراق من أشهر الأوراق القديمة التي عرفتها الإنسانية، والتي تمثّل إرثًا حضاريًا ثمينًا. وللتعرّف أكثر على هذه المادة القيمة، اخترنا أن نقدم لكم من خلال مقالنا الذي يتحدث عن كيفية صناعة ورق البردي 5 مميزات تجعل ورق البردي خيارًا جيدًا للكتابة:
- سعره الرخيص: يُعتبر ورق البردي من الأوراق الأقل تكلفةً، إذ يأتي بسعر رخيص نسبيًا مقارنةً بالأوراق الأخرى.
- توافره الكبير: يمكن العثور على نبات البردي الذي يتم صنعه منه ورق البردي في مناطق كثيرة في العالم.
- مقاومته للتلف: يتميز ورق البردي بأنه يتحمل الرطوبة والحرارة، مما يجعله لا يتلف بسهولة.
- سهولة الكتابة: يتمتع ورق البردي بسطح ناعم وسهل الكتابة عليه، كما أنه يمتص الحبر والمداد بشكل جيد.
- تاريخه الغني: تعدّ أوراق البردي من أشهر الأوراق القديمة التي عرفتها الإنسانية، فهي ترمز إلى حضارة فرعونية غنية بالعلم والمعرفة، وهي الأساس الذي نقل إلينا كافة المعلومات عن كيفية صناعة ورق البردي.
“اقرأ أيضًا: العملات الرقمية الحلال“
استخدامات ورق البردي
قد يتبادر إلى أذهاننا ونحن نتحدث عن كيفية صناعة ورق البردي أن استخدامه يقتصر فقط على الكتابة وتسجيل الحضارة المصرية القديمة، ولكن هذا الاعتقاد ليس صحيح فقد استخدمه القدماء المصريون في استخدامات عديدة أخرى، أهمها:
- يتم حرق أوراق البردي، ويستخدم رمادها في منع القروح الشديدة.
- يستخدم كعلاج لنزيف دم الصدر.
- يتم مصه للقضاء على روائح الثوم والبصل.
- يستخدم في علاج أمراض القولون.
- يتم استنشاق دخان أوراق البردي عند حرقه لعلاج حالات الزكام (sniffles).
- يتم نقع أوراق البردي، وشرب مياهها لعلاج أمراض الطحال.
- يستخدم رماد أوراق البردي في علاج الكالو، وكان يسمى قديمًا بمسمار القدم.
- كان يتم استخدام الرماد أيضًا في تنظيف الأسنان.
- استخدم أيضًا في عمليات لف الموتى ودفنهم.
- استخدمه الإغريق في المعاملات التجارية والمسائل القانونية.
- استخدمه المصريون القدماء في تزيين المعابد والرسم.
- تم استخدامه قديمًا ضمن أدوات المطبخ.
عيوب ورق البردي
ورق البردي هو نوع من الورق الذي يتم إنتاجه من ألياف نبات البردي، وعلى الرغم من أنه يتميز بعدة مزايا مثل قوته ومتانته وقابليته للتشكيل والتعتيق، إلا أن له أيضاً بعض العيوب، وسنقدم لكل من خلال هذا المقال الذي يتحدث عن كيفية صناعة ورق البردي أهم هذه العيوب:
- يعد ورق البردي غير مقاوم للماء، مما يجعله غير مناسب للاستخدام في الأغراض التي تتطلب مقاومة للماء، مثل الأكياس المقاومة للماء.
- يتأثر ورق البردي بالضوء والهواء بشكل كبير، حيث يتلاشى اللون ويصبح هشاً ويتكسر بسهولة.
- تعتمد جودة ورق البردي على عدة عوامل، مثل نوع النبات والموسم والطريقة المستخدمة في جمع الألياف، وهذا يؤدي إلى تباين في الجودة والمتانة بين الأوراق المختلفة.
- يتميز ورق البردي بأنه من الأنواع النادرة والمميزة، مما يجعل سعره مرتفعاً مقارنة بأنواع الورق الأخرى، مما يجعله غير مناسب للاستخدام اليومي.
- إذا تم تخزين ورق البردي بشكل غير صحيح، فإنه يشكل خطراً على الصحة، حيث يساهم في نمو العفن والبكتيريا التي تسبب الحساسية والأمراض الجهاز الهضمي.
- يعتبر ورق البردي أحد الخيارات الأقل اقتصادية في صناعة الورق، فهو يتطلب التكاليف العالية والعمل والجهد، مما يجعله غير جاذباً من ناحية التكلفة.
كيف يتم صناعه ورق البردي؟
كيف يتم صناعة الورق؟
ما هي استخدامات ورق البردى؟
ما هو شكل نبات البردي؟
كم سعر ورق البردي؟
من اي مادة صنع المصريون الورق؟
في الختام، نكون قد قدمنا إجابة وافية عن سؤال كيفية صناعة ورق البردي الذي يبحث عنه الكثير من الأشخاص المهتمين بتاريخ مصر القديمة وحضارتها، حيث أن ورق البردي هو الأساس الذي نقل لنا هذه الحضارة وساعد في الحفاظ عليها على مر العصور، حتى وإن تدهورت وانقرضت صناعة ورق البردي في الآونة الأخيرة إلا أن أثرها باقي إلى الأبد في عقول وأذهان المصريين.