أوكرانيا تعيش الكابوس بين ترامب وبوتين.. اتفاقية المعادن النادرة وثيقة إذعان أم شراكة؟

Ukraine is living a nightmare between Trump and Putin

اتفاقية المعادن النادرة بين أمريكا وأوكرانيا هل هي وثيقة إذعان أم شراكة؟ هل أصبحت الحرب صفقة؟ تعرف على شروط اتفاقية المعادن النادرة المقترحة من الولايات المتحدة الأمريكية

تحولت أموال الدعم العسكري والاقتصادي المقدمة من أمريكا إلى أوكرانيا إلى فواتير تُطالب أوكرانيا بسدادها، لكن على طريقة أمريكا الخاصة. ما بين اتفاقية معادن نادرة يُنظر إليها كعقد إذعان، وسيف مسلط على سيادة البلاد، وجد الرئيس الأوكراني زيلينسكي نفسه غاضبًا خارج البيت الأبيض، بعد توقف المساعدات الأمريكية بلمسة توقيع واحدة.


هل أصبحت الحرب صفقة؟

تتساءل كييف، ومعها الشارع الأوكراني، إن كانت الحرب تحولت إلى صفقة تفاوضية، وهل واشنطن تسعى لإعادة بناء أوكرانيا أم لإعادة تشكيلها؟ فالعلاقات التي بُنيت على الدعم والمساندة ضد الغزو الروسي منذ 2022، تمر اليوم بمرحلة جديدة معقدة، تهيمن عليها لغة الصفقات والمصالح لا مشاعر التضامن ولا خطابات الحلفاء. تغير المشهد بالكلية مع قدوم دونالد ترامب للبيت الأبيض.


اتفاقية المعادن النادرة: وثيقة إذعان أم شراكة؟

في قلب هذا التحول تبرز اتفاقية المعادن النادرة، التي أثارت جدلًا واسعًا داخل أوكرانيا وخارجها. فهذه الموارد، الضرورية لصناعة الرقائق والمركبات الكهربائية والتقنيات العسكرية، أصبحت محورًا لصراع جديد. مع دخول عام 2025، بدأت إدارة ترامب الثانية في الضغط على كييف لتوقيع اتفاق يمنح واشنطن وصولًا حصريًا ومباشرًا إلى هذه الثروات، في إطار خطة أمريكية لتقليل الاعتماد على الصين.

خلاف زيلينسكي – ترامب: أزمة ثقة

شهد البيت الأبيض لقاءً متوترًا بين ترامب وزيلينسكي، انتهى بمغادرة الأخير غاضبًا دون حتى مصافحة. في اليوم التالي، أعلنت واشنطن وقفًا فوريًا للمساعدات العسكرية، ما شكل صدمة كبرى لأوكرانيا، وأجبرها على قبول وقف غير مشروط لإطلاق النار على الجبهات، في ظل تصاعد الهجمات الروسية.

“اطلع على: واقعة الكلب الهاسكي: بين الغضب الشعبي والتحقيقات القانونية”


نسخة معدلة… وشروط أكثر قسوة

اتفاقية المعادن النادرة
اتفاقية المعادن النادرة

في مارس، عادت واشنطن بنسخة جديدة من الاتفاقية، تضمنت بنودًا اعتُبرت “ابتزازًا اقتصاديًا وسياسيًا”، من بينها:

  • أحقية واشنطن في استرداد كافة المساعدات منذ فبراير 2022 وفق تقديراتها الخاصة.
  • منح الشركات الأمريكية أولوية مطلقة في الاستثمار والتنقيب مع إعفاءات ضريبية تمتد لـ 25 عامًا.
  • السماح بنشر فرق أمنية أمريكية داخل مواقع التعدين.

ولم تتضمن الاتفاقية أي ضمانات واضحة لمكاسب أوكرانيا أو حصتها من العائدات.

رد زيلينسكي: رفض صريح

في بيان مقتضب، وصف زيلينسكي الاتفاقية بأنها “تهدد السيادة الوطنية وتتناقض مع الدستور الأوكراني ومسار الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي”، مشددًا أن فرض بنود جديدة بهذه الطريقة يمثل إملاءً سياسيًا لا شراكة اقتصادية.

البرلمان منقسم والشعب يحتج

في الداخل، انقسم البرلمان الأوكراني بين من يرفض الاتفاق كليًا ويدعو إلى استفتاء شعبي، ومن يدعو إلى البراغماتية والقبول بشروط مخففة لتأمين الدعم العسكري. في الشارع، خرجت احتجاجات في عدة مدن تطالب بالشفافية ورفض بيع الثروات الوطنية مقابل المال والسلاح.

“قد يهمك: جريمة الممثلة التركية سيفيل أكداغ في تركيا”


الاتحاد الأوروبي يدخل على الخط

أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه من تأثير الاتفاقية على مسار انضمام أوكرانيا، مؤكدًا أن الاتفاقيات الاستراتيجية، خاصة المتعلقة بالموارد، يجب أن تتوافق مع المعايير الأوروبية، محذرًا من أن خضوع كييف لنفوذ أمريكي مفرط قد يعرقل جهود الانضمام.

معركة الجغرافيا والمستقبل

في ظل صراع عالمي على المعادن النادرة، تحاول واشنطن تحويل أوكرانيا (Ukraine) إلى شريك موثوق، لكن باستخدام سلاح المساعدات والضغط لا عبر مفاوضات متكافئة. وتخشى كييف أن توقيع الاتفاقية لن يضمن استمرار الدعم العسكري، بل قد يؤدي إلى ضغوط لإنهاء الحرب حتى وإن كان لصالح روسيا، لحماية المصالح الأمريكية.

“قد يهمك: القبض على المنتجة سارة خليفة: تفاصيل القضية المثيرة والصادمة”


أوكرانيا بين نارين: السيادة أم الدعم

تجد أوكرانيا نفسها اليوم بين خيارين صعبين:

  • القبول باتفاق يهدد سيادتها مقابل استمرار الدعم.
  • أو الرفض والمخاطرة بترك الجبهات مكشوفة أمام روسيا.

في كلتا الحالتين، فإن أوكرانيا تعيش الكابوس بين ترامب وبوتين. معركة جديدة تُخاض بالأوراق والبنود لا بالمدافع، فهل تجد كييف طريقًا ثالثًا يحفظ كرامتها وسيادتها دون أن تفقد حليفها الأقوى؟ أم أن المعادن النادرة ستكون فعلاً ثمن البقاء؟

اترك رد