الصفقة العسكرية بين مصر والولايات المتحدة: مقاتلات F-15 تعيد تشكيل قوة الجيش المصري

تصدّرت أخبار الصفقة العسكرية الجديدة بين مصر والولايات المتحدة عناوين الصحف والمواقع الاستخباراتية خلال الأسابيع الأخيرة، بعد تسريب تقرير خطير من موقع Tactical Report يؤكد قرب توقيع اتفاق يمنح الجيش المصري مقاتلات F-15 الأمريكية المتطورة.
هذه الصفقة ليست مجرد اتفاق عسكري، بل تمثل تحولًا استراتيجيًا في موازين القوى في المنطقة، وتفتح بابًا واسعًا لتحليل أبعادها السياسية والعسكرية، خاصة بعد أن تمت في أجواء توتر إقليمي وتغير في خرائط التحالفات.
خلفية الصفقة وتفاصيل الزيارة الغامضة
كشفت مصادر استخباراتية أن شخصية مصرية رفيعة المستوى زارت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) مؤخرًا، حيث عُقد اجتماع سري أعاد فتح ملف الصفقة التي كانت معلقة منذ عام 2022.
التقرير أشار إلى أن هذه الزيارة كانت نقطة تحول حقيقية، إذ غيّرت الموقف الأمريكي تجاه القاهرة، لتبدأ واشنطن رسميًا في مناقشة تسليم مصر مقاتلات F-15 بعد موافقة مبدئية من الإدارة الأمريكية.
اللافت أن الاجتماع لم يكن روتينيًا، بل شارك فيه وزير الدفاع المصري السابق محمد زكي وقائد القوات الجوية، وهو ما يعكس أهمية الموضوع وحساسيته.
خلفيات سياسية وعسكرية وراء الصفقة
أشارت تقارير استخباراتية إلى أن الصفقة تأتي في توقيت دقيق، بعد مناورة “نسور الحضارة” المشتركة بين القوات الجوية المصرية والصينية، والتي أثارت قلقًا واسعًا في واشنطن بسبب قدرات المقاتلات الصينية J-10C التي شاركت في التدريبات.
واعتبرت الولايات المتحدة أن تعزيز القاهرة لتعاونها العسكري مع الصين قد يغير ميزان القوى الإقليمي، ما جعلها تسارع إلى إحياء صفقة F-15 بهدف الحفاظ على التحالف العسكري الاستراتيجي مع مصر.
مواصفات مقاتلات F-15 وأهميتها للجيش المصري

تُعد مقاتلات F-15 من أقوى الطائرات القتالية في العالم، وتلقب بـ”المقاتلة التي لا تُقهر”، إذ خاضت أكثر من 100 معركة جوية دون خسارة واحدة.
أبرز مواصفاتها التقنية:
- الطول: نحو 20 مترًا
- الارتفاع: 5.6 أمتار
- الوزن الكامل: يتجاوز 30 طنًا
- السرعة القصوى: 3017 كم/س
- المحركات: محركان قويان يمنحانها قدرة تسارع عمودي مذهلة
- الأنظمة الإلكترونية: أنظمة رادار متطورة وقدرة تتبع وتدمير للأهداف خارج نطاق الرؤية (BVR Missiles)
تُصنف F-15 EX كأحدث نسخة من هذه المقاتلات، وهي النسخة المرجح حصول مصر عليها، ما يعني إدخال تكنولوجيا عسكرية فائقة التطور إلى سلاح الجو المصري.
لماذا تحتاج مصر إلى مقاتلات F-15؟
رغم امتلاك مصر لأسطول كبير من مقاتلات F-16، إلا أن طبيعة المهام تختلف تمامًا.
- F-16 تُستخدم أساسًا لدعم القوات البرية وضرب الأهداف الأرضية.
- F-15 هي مقاتلة سيادة جوية مخصصة لتأمين المجال الجوي والتفوق في المعارك الجوية.
امتلاك مصر للنوعين معًا يمنحها تنوعًا استراتيجيًا في مهام القتال الجوي، ويتيح لها تغطية جغرافية أوسع تمتد حتى البحر الأحمر والقرن الإفريقي، خصوصًا في ظل التوتر مع إثيوبيا.
تمويل الصفقة وسرعتها غير المسبوقة

أوضح التقرير أن الصفقة لن تُموّل من المعونة العسكرية الأمريكية، بل من الأموال المصرية بالكامل، مع احتمال تأجيل الدفع، ما يؤكد جدية القاهرة في تنفيذها.
كما أشارت المعلومات إلى أن هيئة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكي (DSCA) تستعد لإصدار الموافقة النهائية لبدء إجراءات التوريد خلال وقت قصير. وبمجرد إقرار الصفقة في الكونجرس، سترسل مصر خطاب القبول الرسمي (Letter of Acceptance) لشركة بوينج المنتجة للطائرة.
تجهيز القواعد المصرية لاستقبال المقاتلات
بحسب Tactical Report، بدأت مصر بالفعل في تجهيز قواعد جوية على ساحل البحر الأحمر لاستقبال المقاتلات الجديدة، في مؤشر على أن الصفقة تمضي بسرعة كبيرة. هذه القواعد ستمكّن الجيش المصري من تأمين الحدود الشرقية والجنوبية، والردع السريع في حال حدوث تهديدات محتملة في المنطقة.
علاقة الصفقة بالتهديدات الإقليمية
ربط محللون توقيت الصفقة بتقارير استخباراتية كشفت عن تزويد روسيا لإثيوبيا بمقاتلات سوخوي 35، الأمر الذي أثار مخاوف القاهرة نظرًا لاحتمال استخدام هذه المقاتلات في النزاع حول سد النهضة.
ويرى خبراء أن تسريع الصفقة مع واشنطن هدفه تحقيق توازن ردع جوي في المنطقة، خاصة أن مقاتلات F-15 تتفوق في المدى والقدرة على الطيران لمسافات طويلة دون التزود بالوقود.
التحول في سياسات التسليح المصرية
تشير هذه الصفقة إلى أن مصر تعيد توجيه بوصلتها العسكرية نحو الغرب مجددًا، بعد سنوات من التعاون العسكري مع روسيا والصين. ويبدو أن القيادة المصرية اختارت الاعتماد على واشنطن لضمان دعم سياسي وعسكري في ظل التحولات الجيوسياسية بالمنطقة.
“قد يهمك: حرب الذكاء الاصطناعي بين هواوي وإنفيديا“
دلالات الصفقة على العلاقات المصرية الأمريكية
تُعتبر صفقة F-15 رسالة سياسية واضحة تؤكد متانة العلاقات بين القاهرة وواشنطن، خاصة في ظل استمرار التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين. كما تُظهر استعداد الولايات المتحدة لإعادة تعزيز التحالفات التقليدية في الشرق الأوسط، مقابل تراجع النفوذ الروسي والصيني.
“قد يهمك: سلاح الجسد في الحروب الاستخباراتية“
الصفقة العسكرية بين مصر والولايات المتحدة: الخاتمة
تُعد صفقة مقاتلات F-15 للجيش المصري خطوة استراتيجية ستعيد تشكيل موازين القوة في المنطقة. فهي ليست مجرد اتفاق تسليحي، بل تحول نوعي في العقيدة الجوية المصرية يعزز القدرة على الردع الإقليمي، ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون العسكري مع واشنطن.
وبينما تستعد القواعد الجوية المصرية لاستقبال المقاتلات الجديدة، يظل السؤال الأهم: هل ستكون هذه الصفقة بداية مرحلة جديدة من التفوق الجوي المصري في الشرق الأوسط؟
“قد يهمك: الصراع بين الهند وباكستان“
أسئلة شائعة حول صفقة مقاتلات F-15 المصرية
1. ما هي تفاصيل صفقة مقاتلات F-15 بين مصر وأمريكا؟
الصفقة تتضمن شراء نحو 18 إلى 34 مقاتلة من طراز F-15 EX الأحدث، بتمويل مصري كامل، مع تجهيز القواعد الجوية على البحر الأحمر لاستقبالها.
2. هل ستُسلَّم المقاتلات خلال عام 2025؟
التقارير تشير إلى أن التسليم سيكون على وجه السرعة فور موافقة الكونجرس الأمريكي وإرسال مصر خطاب القبول الرسمي.
3. ما الفرق بين مقاتلات F-15 وF-16؟
الـF-15 مخصصة للسيادة الجوية والتفوق في القتال الجوي، بينما الـF-16 موجهة أكثر لدعم العمليات البرية وضرب الأهداف الأرضية.
4. لماذا اختارت مصر المقاتلات الأمريكية بدل الروسية أو الصينية؟
القرار يعكس رغبة القاهرة في تعزيز التحالف مع واشنطن وضمان دعمها العسكري والسياسي، خاصة بعد توتر العلاقات مع موسكو وبكين.
5. ما تأثير الصفقة على التوازن العسكري في المنطقة؟
الصفقة تمنح مصر تفوقًا جويًا واضحًا بفضل المدى الكبير والتكنولوجيا المتقدمة لمقاتلات F-15، ما يعزز قدرتها على الردع الإقليمي.



