مراحل تطور فن المقال؛ أهم 4 تغيرات حدثت في تاريخه

مراحل تطور فن المقال (Stages of article development)؛  فن المقال هو فن مشتق من الإنشاء النثري الذي ظهر بالتزامن مع ظهور المجلات الصحفية والإعلامية، ويحظى فن المقال بشعبية كبيرة من فئات متنوعة في المجتمع؛ لما يتميز به من سلاسة في الأسلوب وصغر حجمه وتعدد أنواعه وخصائصه، وقد مر فن المقال بمجموعة من المراحل حتى وصل إلى الشكل المتطور الحالي، إذا كنت مهتم بمعرفة هذه المراحل تابع مقالنا اليوم الذي يتحدث عن مراحل تطور فن المقال.


تعريف فن المقال

قبل التطرق للحديث عن مراحل تطور فن المقال، نتعرف معًا على مفهوم فن المقال اللغوي والاصطلاحي، يمكن القول أن المقال لغةً هو كلمة مشتقة من كلمة القول، أما فن المقال اصلاحًا فهو عبارة عن موضوع صغير في أحد المجالات العلمية أو السياسية أو الأدبية أو الاجتماعية، ويعبر فن المقال عن الفكرة الأساسية للموضوع بسلاسة وأسلوب شيق للقارئ، وتتعد أنواع المقال فهناك المقال العلمي، الأدبي، الذاتي، الفلسفي، والرياضي.

“اقرأ أيضًا: الاستثمار الزراعي في مصر


نشأة فن المقال

بداية فن المقال: صورة آلة كاتبة يخرج منها ورقة

نشأ فن المقال بالتزامن مع ظهور الصحافة والمجلات وكثرة المشكلات المجتمعية والسياسية، وسنتعرف فيما يلي على أهم أسباب نشأة فن المقال:

  • شيوع فن الطباعة، وظهور الصحافة والمجلات المتنوعة.
  • ظهور المشكلات المجتمعية والسياسية المتنوعة.
  • ظهور مجموعة من الأدباء الذين حملوا على عاتقهم مسئولية توعية المجتمع.

خصائص فن المقال

مراحل تطور فن المقال عديدة، وكل مرحلة منها تتميز بمجموعة من الخصائص المميزة لها، وسنتعرف فيما يلي على فن المقال وخصائصه PDF:

  • قصر المقال:

من خصائص المقال أنه يكون قصير لا يتعدى عدة صفحات؛ حيث إذا زاد المقال عن ذلك فإنه يتحول إلى بحث، ويجب أن تكون أفكار المقال منسجمة ومترابطة مع بعضها، يحيث تكوّن الجمل فقرات متكاملة من حيث المعنى والبناء.

  • النثرية:

يتم كتابة المقال بأسلوب نثري؛ حيث أنه في الأصل أحد أنواع الفنون النثرية، ويجب مراعاة طرح الأفكار بطريقة موضوعية بعيدًا عن العواطف؛ كما يجب استخدام أساليب صياغة قوية وشيقة للتأثير في القارئ وإقناعه.

  • التنوع في الأساليب:

يتنوع أسلوب المقال حسب نوعه، فنجد مثلاً المقال الأدبي يعتمد على استخدام القواعد اللغوية والتعبيرات الجمالية، على عكس المقال العلمي الذي يعتمد على أسلوب البحث والتحليل والأدلة.


ما هي أنواع المقالات؟

ما هي أشكال المقالات: صورة ثلاثة كتب وقلمين

تعتبر المقالة من أهم الأشكال الأدبية المستخدمة في الكتابة، وهي عبارة عن نص مكتوب يهدف إلى التعبير عن رأي أو فكرة معينة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ويتم إعداد المقالات في مجالات متنوعة مثل السياسة والاقتصاد والثقافة والرياضة وغيرها. ويمكن تصنيف المقالات حسب نوعها أو موضوعها، ويقدم لكم مقالنا مراحل تطور فن المقال أهم أنواع المقالات:

  • المقالة الصحفية:

تعتبر المقالة الصحفية أحد أهم أنواع المقالات، وتهدف إلى نقل الأخبار والأحداث بشكل موضوعي ودقيق ومن زاوية معينة، ويتم فيها تحليل الأحداث والأخبار وتوضيحها للقارئ بشكل سريع ومباشر.

  • المقالة الرأي:

تعبر المقالة الرأي عن رأي الكاتب في موضوع معين، وتهدف إلى إقناع القارئ بالرأي الذي يدعمه الكاتب، وتتميز هذه المقالة بأسلوب سهل ومباشر وقدرة الكاتب على إقناع الآخرين برأيه.

  • المقالة الأدبية:

تتميز المقالة الأدبية بالأسلوب الجميل والمعنى العميق، وتستخدم فيها الصورة اللغوية والتشبيهات والمجاز، وتعتمد على التعبير بأسلوب شعري يستخدم الألفاظ الجميلة والأسلوب الراقي.

  • المقالة العلمية:

تهدف المقالة العلمية إلى صناعة المحتوى التعليمي والنتائج البحثية والدراسات العلمية، وتحتاج إلى دراسة وبحث متأن والتحقق من المعلومات المذكورة قبل نشرها.

  • المقالات السردية:

هي تعتمد على سرد الأحداث والتجارب الشخصية، وهي غالباً ما تكون مؤثرة على المشاعر والأفكار لدى القارئ. ويمكن استخدام هذا النوع من المقالات في الكتابة الإبداعية والمذكرات والسير الذاتية.

  • المقالات الوصفية:

تتناول وصف الأشياء أو الأماكن أو الأشخاص بشكل مفصل وواضح، وهي تعتمد على الإحساس بالتفاصيل والألوان والروائح والملمس، وهذا النوع من المقالات يستخدم في وصف المعالم السياحية أو المناظر الطبيعية أو الأشخاص.

  • المقالات التحليلية:

تهدف هذه المقالات إلى تحليل موضوع معين بشكل دقيق ومفصل، ويمكن استخدامها في تحليل أحداث سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، وتتطلب هذه المقالات القدرة على التفكير النقدي والتحليلي.

  • المقالات القناعية:

تهدف إلى إقناع القارئ برأي معين أو فكرة معينة، ويتم ذلك عن طريق استخدام الحجج والأدلة والأمثلة، وهذا النوع من المقالات يستخدم في الحوارات والمناظرات والخطب والمقالات السياسية.

  • المقالات الإخبارية:

تهدف إلى نقل الأخبار والأحداث الجارية بشكل دقيق وموضوعي، وتستخدم هذه المقالات في وسائل الإعلام المختلفة، مثل الصحف والمجلات والإذاعة والتلفزيون (Television).


أهم مراحل تطور فن المقال

أثرت مراحل تطور فن المقال في تشكيله وبنائه حتى وصل إلى الصورة الأخيرة التي عليها الآن، وسنتعرف فيما يلي على أهم 4 تغيرات حدثت في تاريخه:

مرحلة الضعف

هي من مراحل تطور فن المقال التي كان المقال فيها زاخر بأساليب السجع والزخرفة الكلامية؛ مما أدى إلى صعوبة فهمها لدى كثير من القراء واتصافها بالتعقيد، كما كان يركز على المشكلات السياسية والمجتمعية أكثر من أي شيء آخر، ومن أشهر كُتاب هذه المرحلة ميخائيل عبد السيد، ورفاعة الطهطاوي.

مرحلة الإصلاح

اتجه الكُتاب في هذه المرحلة بالابتعاد عن الكثرة في استخدام أساليب السجع والزخرفة الكلامية، واتجهوا لكتابة المقال بأسلوب بسيط وسلس يتوافق مع أفكار فئات فكرية عديدة، وظهرت في هذه المرحلة حركة الإصلاح  التي تزعمها جمال الدين الأفغاني، وأيده فيها محمد عبده، والبشير الإبراهيميّ، وآخرين.

مرحلة التحرر

في هذه المرحلة اتجه المقال نحو التحرر من قيود المهنة، وتركيزها على المعنى والبناء المتكامل؛ وفي مرحلة الاحتلال البريطاني للدول العربية ظهرت المدرسة الصحفية الحديثة التي تأثرت في كتاباتها بالمشكلات الحزبية، ومن أشهر كُتاب هذه المرحلة طه حسين والرافعي.

مرحلة الاستقامة

انتهج المقال في هذه المرحلة الهامة من مراحل تطور فن المقال أسلوب التحرر الكامل، وانتقاء الجمل والمعاني والعبارات السهلة الفهم، كما استطاع الكثير من الأدباء الإلمام بالثقافات الغربية، والسمو بالصحافة إلى مكانة عالية، واستطاعوا إثبات قدراتهم في المجال الفكري والأدبي.

“اقرأ أيضًا: معوقات التجارة الالكترونية


أشهر رواد فن المقال

أشهر كتاب فن المقال: صورة يد تكتب بالقلم ولاب توب وموبايل

دور الصحافة في تطور فن المقال هام وعظيم، فقد ساهم العديد من الأدباء في كتابة المقالات الأدبية والعلمية بإبداعية وتطور هذا الفن الراقي، وسنتعرف من خلال مقالنا مراحل تطور فن المقال على أشهر 10 رواد له في الأدب العربي:

  • عبد الرحمن الكواكبي:

هو كاتب عربي سوري، ولد في مدينة حلب، اهتم بكتابة المقالات العربية التي تثري عقول القراء وتدور أفكارها حول التاريخ الإسلامي ومرحلة الدولة العثمانية، ومن مؤلفاته طبائع الاستبداد، جمعية أم القرى، ومصارع الاستعباد.

  • عباس محمود العقاد:

هو من أشهر رواد الأدب العربي، كتب العديد من المقالات الأدبية، إلا أن اهتمامه كان متمحور بشكل كبير حول كتابة المقالات النقدية ضد الدولة؛ الأمر الذي أدى في النهاية إلى الزج به في السجن؛ بسبب أفكاره وآرائه.

  • طه حسين:

هو علامة من علامات الأدب العربي المصري، وكان مستنكرًا لأساليب التعليم الرديئة خلال فترة دراسته، إلا أنه استطاع النجاح والحصول على الدكتوراه، ثم بدأ يكتب مقالاته عبر الصحف، وكان أشهر كتبه في الشعر الجاهلي؛ حيث كان عاشقًا للشعر والأدب.

  • مصطفى صادق الرافعي:

هو أديب عربي مصري، نالت كتاباته شهرة كبيرة على مستوى العالم، ومن أبرز كتاباته ديوان الرافعي، كتاب السحاب الأحمر، كتاب تحت راية القرآن، كتاب حديث القمر، وكتاب أوراق الورد.

  • محمد حسين هيكل:

هو من أشهر الكُتاب المصريين، وتمحورت كتاباته حول المقالات السياسية؛ نظرًا للظروف التي كانت تمر بها مصر خلال هذه الفترة، ووجد أن نشر المقال في الصحف غير كاف، فاتجه إلى نشرها في الإذاعة لإيصال فكرته إلى أكبر شريحة من المجتمع.

  • أحمد أمين:

هو كاتب عربي مصري، عرف باهتمامه بالعلم والمعرفة، وقدم العديد من المقالات العلمية، كما اهتم بتقدم المقالات التي تتمحور حول ثقافة وحضارة المجتمع المصري، وتقلد مناصب عديدة في الأدب العربي، استطاع من خلالها السمو بالأدب العربي وتقديم العديد من الأمور الإيجابية في هذا المجال.

  • علي الطنطاوي:

هو كاتب تلقى تعليمه في مصر، وبرزت أهم كتاباته في فترة الاحتلال الفرنسي لدولة سوريا؛ حيث ناضل بفكره وقلمه هذا الاحتلال البغيض، ونشرت مقالاته في مجلة الحج والفتح والزهراء والمدينة.

  • المنفلوطي:

هو من أشهر رواد الوطن العربي، تميزت كتاباته بأسلوب رؤائي شيق للقراء، ونشرت مقالاته في صحف الصاعقة والمؤيد، ومن أشهر كتاباته مختارات المنفلوطي، والنظرات.

  • أحمد حسن الزيات:

هو من أبرز العلامات المصرية في الأدب الذين استطاعوا الارتقاء بالحضارة المصرية من خلال كتاباته، وهو من أنشأ مجلة الرسالة التي لها دور رائد في الارتقاء بالثقافة المصرية، ومن أهم كتاباته تاريخ الأدب العربي، والمقتبس من وحي الرسالة.

  • إبراهيم عبد القادر المازني:

هو أديب وشاعر مصري، قدم العديد من الدواوين الشعرية التي أثرت المكتبة العربية بالآراء والأفكار الهامة، ومن أهم كتاباته أحاديث المازني، الشعر، إبراهيم الكاتب، ثلاث رجال وامرأة، رحلة إلى الحجاز، حصاد الهشيم، سبيل الحياة، وصندوق الدنيا.

  • زكي نجيب محمود:

هو كاتب مصري، استطاع أن يجمع في كتاباته بين الأدب والفلسفة التي نجح في دراستها حتى أنه أصبح من أكبر الفلاسفة في مصر، ومن أبرز كتاباته المنطق الوضعي، نافذة على فلسفة مصر، موقف من الميتافيزيقا، في حياتنا العقلية، وتجديد الفكر العربي.

“اقرأ أيضًا: كيف ابدأ في التسويق الشبكي


كل ما يخص فن المقال؟

فن المقال هو فن الكتابة الذي يهدف إلى التعبير عن الأفكار والآراء والتحليلات والانطباعات بشكل متميز وجذاب، ويتميز بأنه يتضمن تحليلًا عميقًا ودراسة دقيقة للموضوع المطروح. ويتضمن فن المقال العديد من العناصر التي يجب على الكاتب أن يأخذها بعين الاعتبار، ومن هذه العناصر:
  • الافتتاحية: وهي الجزء الأول من المقال ويهدف إلى جذب انتباه القارئ وتحفيزه على مواصلة القراءة.
  • الجسم: وهو الجزء الرئيسي من المقال ويحتوي على الأفكار والتحليلات والآراء التي يريد الكاتب التعبير عنها.
  • الخاتمة: وهي الجزء الأخير من المقال ويهدف إلى تلخيص الأفكار وإيجاد خاتمة مناسبة ومقنعة.
  • من بين المهارات التي يجب على الكاتب توفرها في فن المقال:
  • القدرة على التحليل والتفكير النقدي.
  • البحث وجمع المعلومات والأفكار.
  • الكتابة بشكل جيد ووضوح.
  • الاستخدام الصحيح للغة والنحو والصرف.
  • جذب انتباه القارئ والتواصل معه بشكل فعال.
  • يستخدم فن المقال في الصحافة والأدب والسياسة والتاريخ والعلوم وغيرها، وهو يعتبر أحد الفنون الأدبية الرائجة في العصر الحديث.

ما هي مراحل تطور فن المقال؟

فن المقال يعتبر من الفنون الأدبية التي تهتم بالتعبير عن الأفكار والآراء بشكل مختصر ومنطلق، وتطور هذا الفن عبر العصور بمراحل مختلفة، ويمكن تلخيص هذه المراحل على النحو التالي:
  • المرحلة القديمة:
تعود هذه المرحلة إلى الفترة الكلاسيكية اليونانية والرومانية، حيث كان فن المقال ينحصر في التحليل النحوي والتركيبي والتعبير عن الأفكار بشكل بسيط ومنطلق.
  • المرحلة الوسطى:
في العصور الوسطى، كان فن المقال يتناول الموضوعات الدينية والفلسفية والأخلاقية، وكان يهدف إلى التأثير على القرّاء وترسيخ القيم والمعتقدات الدينية.
  • المرحلة الحديثة:
في العصر الحديث، تحول فن المقال إلى وسيلة للتعبير عن الأفكار الحديثة والثورية والسياسية، وكان يستخدم كوسيلة لتغيير الواقع والنظام السائد.
  • المرحلة المعاصرة:
في القرن العشرين وبعد ذلك، تطور فن المقال بشكل كبير وازداد تعدد الأنماط والأساليب المختلفة، وأصبح يعتمد على التعبير الشخصي والإبداعي والتجريبي، ويتناول الموضوعات الاجتماعية والثقافية والعلمية والفلسفية والأدبية.

كيف ساهمت الصحافة في تطور فن المقال؟

تعتبر الصحافة من أهم وسائل نشر فن المقال وتطويره، حيث أن الصحف والمجلات كانت ولا تزال تنشر مقالات وآراء وتحليلات لمختلف الأحداث والقضايا المختلفة. ومن بين الأساليب التي ساهمت الصحافة في تطوير فن المقال، نجد:
  • توسيع مجالات الكتابة
  • تحسين الأسلوب
  • تسهيل الوصول للمعلومات
  • تعزيز الحرية الفكرية

من هم رواد فن المقال؟

هناك العديد من الأسماء التي يعتبرها الكثيرون روادًا لفن المقال، ومن بين هؤلاء الأسماء:
  • ميشيل دو مونتين
  • فرانسيس بيكون
  • جوزيبي ماتشيافيلي
  • توماس باب
  • رالف والدو إيمرسون
  • جورج برنارد شو
هناك العديد من الأسماء الأخرى التي لعبت دورًا كبيرًا في تطوير فن المقال، والذي يعد من أهم الفنون الأدبية في التاريخ البشري.

متى بدأ فن المقال؟

يعود تاريخ فن المقال إلى القرن السادس عشر الميلادي، حيث كانت الصحافة الأولى التي ظهرت في فرنسا تنشر مقالات فلسفية وسياسية واجتماعية وثقافية. ومن هنا بدأ تطور فن المقال وانتشاره بين الأدباء والكتاب في العديد من الدول.

في الختام، يمكن القول أن فن المقال هو نوع من الفنون النثرية المعروفة والتي تحظى بشعبية كبيرة من فئات المجتمع المختلفة، وتزامن ظهوره بظهور الصحف والمجلات، وتتلخص مراحل تطور فن المقال في مرحلة الضعف والإصلاح والتحرر والإستقامة، ويتميز فن المقال بمجموعة من الخصائص التي تجعله مميزًا عن غيره من الكتابات النثرية، وقد ساهم العديد من رواد فن المقال في ازدهاره والإثراء به إلى مكانة عالية في الأدب العربي.

اترك رد